الأخبار

“موقعة طوكيو”!، وسبل المواجهة…


في صورة فجة للبلطجية الصارخة في أسفه أنماطها البدائية الموغلة تخلفا وإنحطاطا، أعتدى اليوم الجمعة أحد أعضاء وفد دولة الإحتلال المغربي على ممثل الجمهورية الصحراوية السفير بالإتحاد الافريقي لمن ابأعلي خلال القمة اليابانية الإفريقية وحاول إنتزاع اليافطة التي تتحمل إسم بلادنا من على الطاولة، فسارع الممثل للتمسك بها، وبينما أمعن البلطجي المغربي في إستخدام أقصى درجات التشبيح لتحقيق مراده الدنئ، تدخل عضو بالوفد الجزائري الذي أزاح البلطجي المغربي من محيط الطاولة ورماه جانبا.

وحدث الإعتداء خلال مؤتمر طوكيو للتنمية الافريقية – تيكاد – المنعقد بالعاصمة اليابانية طوكيو، والذي تنظمة دولة اليابان بالإشتراك مع الاتحاد الافريقي، وتؤكد النظم الداخلية للإتحاد أن أي لقاء مشترك بين الاتحاد كمؤسسة جامعة مع الدول أو التكتلات الأخرى يستوجب تلقائيا مشاركة كل الدول الأعضاء للاتحاد وإلا فلا إجتماع، أما الاجتماعات التي تشرف عليها الدول والتكتلات الأخرى بشكل فردي دون الإشتراك مع الإتحاد الافريقي، فهي لها الحق في إستدعاء ما تشاء من الدول الإفريقية .

إحساس بالحماية…
وتشير المعطيات والمؤشرات أن تكرار أفعال البلطجة المغربية خلال القمم الإفريقية وكذا المشتركة مع الدول والتكتلات الأخرى، تشير إلى أن الأمر مدفوع بإحساس بتوفر الحماية والغطاء السياسي لتلك الأفعال الخارجة عن اللباقة الدبلوماسية، ذلك الغطاء هو توفره بعض دول الموز الإفريقية، التي لا سيادة لها.

بلطجة بلا عقاب…
فالإحتلال تعمد الإخلال باللوائح والبروتوكولات الناظمة لعمل الاتحاد الافريقي وبشكل ممنهج ومتكرر، ومع ذلك لم يتخذ الإتحاد أي إجراءات عقابية أو حتى تأديبية ضده، وهو ما يشجعه لتكرار تلك الأعمال الصبيانية التي يسعى من خلالها للحصول على بعض الإنجازات المؤقتة بعدما عجز عن تحصيلها بالأساليب القانونية المتعارف عليها دوليا ومؤسساتيا، إنجازات كيدية ولو على سبيل التشويش وتعطيل عمل الإتحاد وإخراجه عن الخدمة، ثم الإيحاء بأن ذلك التعطيل سببه تواجد “الدولة الصحراوية”.

إتحاد مخترق…
لقد أكدت التحركات المغربية المتواصلة منذ سنوات، أن الرباط تمكنت من شراء ذمم بعض المسؤوليين في دواليب مؤسسات وهيئات الاتحاد الإفريقي المخترق وكذا عددا معتبرا من القادة والمسؤولين في الحكومات الإفريقية، وهي حكومات ينخرها الفساد والتسلط والديكتاتورية وغياب القانون، ويكفي بعضها لتغيير موقفها أن تقدم لها الرباط بعض المشاريع الوهمية وإن لم تنفذ أبدا، أو أن تعطي لبعض قادتها بضع مئات وألوف من الدولارات، أو يتكلف الاحتلال بتسيير رحلات مدفوعة الثمن لمسؤولييها للإستجمام في فنادق أكادير ومراكش مع رتوشات من الدعارة مصحوبة بأشرطة للإبتزاز، يكفي ذلك أو حتى جزءا منه لتغيير قرارات أغلب الدول الإفريقية وخطف تصويتها وجهدها الدبلوماسي لصالح الإحتلال وأجندته التوسعية.

واقع مستمر…
إن البلطجية اليوم تثبت شيئا واحدا وهو أن حرب الكواليس في غرف وممرات وردهات الاتحاد الإفريقي ستستمر وستشهد في قادم الشهور والأعوام مجريات وأساليب أكثر خسة ونذالة وطرقا أشد تأمرا وخبثا تجاه الإتحاد والدول الإفريقية ومسؤوليهم في كل المستويات، من وعود بالدعم والمشاريع الوهمية للدول والهدايا والعطايا للأفراد مع مزيج من العنف والبلطجة والرشوة وأساليب الإبتزاز والتهديد بالفضائح والمؤامرات والإنقلابات…، وهي الأساليب التي يجيدها المخزن المغربي الذي درس وتعلم تلك الأساليب الدبلوماسية الشيطانية من حليفه التاريخي وداعمه الإستخباراتي والدبلوماسي الكيان الصهيوني.

يتطلب الأمر أن ينتهج الطرف الصحراوي وحلفائه أساليب أكثر إبتكارا وحيوية وإستمرارية، تمكن من التصدي للمؤامرات والدسائس المغربية وإبطالها وهي في المهد، عبر سياسات هجومية وعدم الوقوف في خط الدفاع وردات الفعل فقط، وفي العلم السياسي كما العسكري قيل أن”خير وسيلة للدفاع هي الهجوم”، مع التخلي عن أساليب إدارة الصراع والعمل على الحسم في كل الصعد، فالإحتلال يتجه لأسلوب المعارك الصفرية، وحشد الحلفاء داخل الاتحاد الإفريفي، مع تفعيل دبلوماسية الكواليس، وتفعيل التعاون البيني مع الدول، وإختراق الدائرة الضيقة لحلفاء المخزن المغربي، ضف إلى ذلك، إستخدام كافة الأوراق والسبل والوسائل وعدم التقوقع داخل صندوق ما تسمى الأعراف والتقاليد الدبلوماسية المعتمدة، والتي تجاوزتها التطورات وأساليب العمل الدبلوماسي الحديث.

عالي محمدلمين