الأخبار

من يحكم المغرب فعلا؟ومتى تتوقف حملات الرباط ضد موريتانيا


بقلم: الخبير الاستراتيجي عبد الله ولدبونا

إذا ضعفت قبضة أي حاكم برز ذلك من تناقض الخطاب السياسي الصادر من بلده

خاصة إذا كانت تلك الخطابات برعاية أجهزة متنافسة على نفوذ الحاكم الضعيف.
ومن علامات عدم احترام نظام ما لنظام آخر تجاوزه في الخطاب الموجه إلى شعبه

ونرى مثالا لذلك صارخا في الأنظمة الهشة عبر العالم وأولها النظام الملكي في المغرب.

فهناك موقف رسمي للملك المغربي يبرز في دعواته المتكررة لرأب الصدع مع الجزائر وموقف ملكي علني يحترم موريتانيا ويحرص على تعزيز العلاقات معها ؛ لكن كل ذلك لا يعني شيئا لأطراف الصراع في المخابرات العسكرية ووزارة الداخلية والأجنحة السياسية الحزبية في المغرب.

فلأول مرة لم يعد أحد يخشى سطوة الملك أو هيبته!
لا أحد في المخزن يهتم لتوجيهات وأوامر الملك ؛ فطاحونة أكاذيب المخزن لا تتغير .

نفس النفخ في كير الفتنة والشر والأراجيف والأكاذيب عن الجزائر والصحراويين وموريتانيا، الحملات ضد موريتانيا لم تتوقف منذ سنوات ؛ والاستهزاء والسخرية من موريتانيا تاريخا وحاضرا ومسقبلا ما زال متواصلا و سيتواصل.
آخر موجة البذاءة والسخف تلك التي تملأ الفيس بوك والتكتوك والواتساب عن آخر صفقة لتسليح وتجهيز الجيش الموريتاني ؛ ممولة من طرف الاتحاد الأروبي ضمن تعاون عسكري وأمني طويل الأمد يندرج ضمن خطة وطنية موريتانية لرفع كفاءة الجيش وقدرته على الردع وتأمين الحيز السيادي الموريتاني برا وجوا وبحرا ؛ فقد أطلق ذباب المخابرات المغربية حملة طنين وبكاء لا مبرر لها .

أحدهم يقول دويلة شنقيط الجنوبية وآخر يقول كيف تقتني موريتانيا مضادات جوية وبحرية ومسيرات إلا إذا كانت تستهدف بها المغرب!. ولا أحد يستوعب رعب المغرب من صفقة تعد صغيرة قياسا بمؤشرات سباق التسلح في المنطقة.
فالمغرب جمع ترسانة ضخمة من الشرق والغرب بالتسول والدين واقتنى أقمار تجسس صهيونية ونشر فرق مقاتلة قريبة من حدود موريتانيا ؛ ولم يرف للموريتانيين جفن ولم يتسلل الخوف إلى قلوبهم بسبب ذلك؛ فكيف ترتعد فرائص المغرب من صفقة دفاعية لا هجومية هي حق سيادي لنا في موريتانيا.

المغرب الرسمي ينفي كل مرة صلته بالفرق النابحة ضد موريتانيا ويكرر ادعاء وجود علاقات دافئة مع موريتانيا ممثلة في مجلس أعلى مشترك ؛ لكن الواقع يكذب ذلك ؛ فالحملات لم تتوقف وقتل المدنيين الموريتانيين لم يتوقف ؛ والخطاب الاستفزازي القادم من أجنحة الصراع يستمر وقاحته ؛ ولا أحد يهتم للخطابات الملكية والتوجيهات.
يضعون وراء ظهورههم أقاليم وجزر مغربية محتلة ويوجهون كل قدراتهم نحو الجزائر والصحراويين وموريتانيا ؛ ويتمنون نشوب حرب موريتانية مالية سيدعمون فيها باماكو دون شك ؛ فهم أبدا في خندق أعداء موريتانيا .
لكننا في موريتانيا ندرك تماما دور المغرب الخبيث في خطاباته الموجهة لدول جنوب الصحراء ومحاولاته تطويق موريتانيا والجزائر ورفع التوتر في الإقليم .
وكما هزمنا كل مؤامرات المغرب طيلة قرون سنهزمه بكل ثقة واقتدار وهو يعيش أحلك وضع داخلي وإقليمي وعالمي ؛ تماما كفرنسا ماكرون ؛ التي تتعلق بقشة المغرب المهزوم المأزوم الموشك على التفكك.

نترفع في موريتانيا عن كل ذلك الهراء ؛ ونحن بكل تأكيد نتسلح ونعزز قدراتنا الدفاعية والردعية ضد جميع الأخطار التي قد تستهدف بلدنا ولا خطر وجودي يهددنا كالتوسع المغربي في مرحلة حكم ملك ضعيف لم يعد هو الحاكم الفعلي للمغرب وإنما يدار المغرب بعقليات صراع موغلة في الفساد وخطاب الكراهية والعداء لدول وحكومات وشعوب المنطقة وتكبل المغرب بثقافة بائسة تعزل المغرب أكثر وتدفعه في أحضان أعداء الأمة .

موريتانيا ستتسلح أكثر وتعزز قوتها الرادعة لكنها بلا عقيدة توسعية وليست منغمسة في مشاريع الغدر والفتن في المنطقة ؛ وهي قادرة بعون الله على الدفاع عن سيادتها وعزتها من دون قواعد عسكرية أجنبية أو تحالف مع الصهاينة ؛ فالذي يقاتل هو الجندي المؤمن بثوابته الوطنية وليس الأسلحة المتطورة والذكية ؛ فها نحن نتابع هزيمة الصهاينة أسياد الرباط رغم تفوقهم التقني والتسليحي ولقد تابعنا قرابة نصف قرن هزيمة المغرب المدعوم دوليا أمام الأحرار الصحراويين ؛ وتابعنا كثرة أسرى الجيش الملكي عند الصحراويين وكثرة الغنائم من دبابات ومدرعات ومدفعية الجيش المغربي التي أصبحت أول دعم لوجستي لجيش التحرير الصحراوي ؛ فمتى يعي المغرب ذلك الدرس.
موريتانيا تريد السلام والتنمية لكل دول وشعوب المنطقة بما فيهم الشعب الصحراوي العظيم ؛ ولا مساحة للمناورات في ثوابتها اتجاه القضية الصحراوية لأنها قضية تتربع في صميم الأمن الاستراتيجي لموريتانيا.

ولا نقاش لأي حل حدودي نهائي إلا مع الصحراويين عند ما تأتي ساعة الحل النهائي وهي قادمة لا محالة.
ولن يتمكن المغرب من اتخاذ بلادنا منفذا تجاريا وطاقويا نحو إفريقيا بدون ثمن سياسي واقتصادي عليه أن يدفعه صاغرا وإلأ أوصدنا أبواب موريتانيا في وجهه.
خاصة أنه يتخذ من أرض محتلة نعترق بحقها في السيادة ؛ممرا تجاريا مع بلدنا وافريقيا بعجرفة وتكبر.
وندرك تماما ماخلف طلب المخزن من صفحاته الصفراء فتح معبر آخر باتجاه عين بنتيلي وازويرات كجزء من خطة لربط المغرب بدول جنوب الصحراء باستغلال الطريق الجزائري وشبكة طرقنا التي تربطه بأطار تكانت لعصابه مالي ليكسب مجانا من مشاريع لم ينفق عليها فلسا لصالح مؤامراته على خطة موريتانيا للمنافسة كمنفذ لدول جنوب الصحراء.
فهدف المغرب الاستراتيجي هو تطويق موريتانيا أمنيا وعسكريا وسياسيا لمنع أي نهضة تنموية جادة لبلدنا ؛ والاستمرار في إغراقها بمنتجات مغربية هزيلة وسحب العملة الصعبة منها عبر خدمات متردية.
والاستمرار في ذلك بغزو للسوق عبر بعض رجال القطاع الخاص في بلدنا ؛ الباحثين عن الربح ولو على حساب الكرامة الوطنية والسيادة.
أما لعبة مصادرة هوية البظان وجعلها مغربية فقد قطعت الرباط فيها أشواطا مستغلة طمع وضحالة الوعي لدى أجيال بلا هوية من لمغنين والشعراء درجة عاشرة.
ثم يأتي تجنيس الموريتانيين في المغرب والاستمرار في تمويل ودعم الطابور المغربي في بلدنا!
ولقد لاحظنا دس الرباط أنفها من جديد في ملفات وطنية وبطاقات لعب باللون والعرق كما كانت تفعل قديما

إن المكر المغربي السيئ ببلادنا لن يحيق إلا بالمغرب نفسه.
ولو أردنا الرد الماكر بنفس الأسلوب لفعلنا بقوة وتأثير ؛ لكن حسب الرباط سوء مكرها وعدائها المزمن للإقليم وأهله جميعا ؛ فللباطل صولة ويدول .
وعلى الرباط أولا أن تحل عقدة هزيمتها أمام الصحراويين فقد هزموما مرارا عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا حتى صار المغرب أسير العقدة الصحراوية .
ومابيننا والرباط أكبر من الشتم وحملات البذاءة والتلفيق.
ونتمنى للمغرب الخروج من دورة فشله المزمنة خاصة في الوقت الراهن الذي يشهد صراع أجنحة ملكية وأجنحة سياسية وأخرى مدنية وعسكرية وجهوية على نفوذ ملكي هش في أسوأ مراحل المغرب ؛ مرحلة التحالف الكامل مع القتلة في تلابيب ومحاولة تنفيذ خطط فرنسية فاشلة في الإقليم سبق وأن خابت وخسرت.
وستبقى بلاد شنقيط سيدة المكان والزمان ؛ فلولا أبناؤها لكان مغرب قطاع الطرق والقبائل المتناحرة لم تمر منه بصمة الحضارة عبر المرابطين.
ألا بعدا لمملكة الشفارة والكذب والتلفيق

.
:

                              CODESA @2024