النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة بمناسبة اليوم الوطني للجيش
الشهيد الحافظ، 20 ماي 2024 (جريدة الصحراء الحرة) – ألقى رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة ، القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد إبراهيم غالي ، كلمة خلال إشرافه على اليوم الوطني للجيش، أشاد فيها بالدور المحوري للجيش الصحراوي وهو يدك تخندقات جنود الاحتلال ، بالإضافة إلى تطرقه لأوجه الكفاح الوطني .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، بمناسبة الذكرى الواحدة والخمسين لاندلاع الكفاح المسلح.
ولاية بوجدور ، 20 ماي 2024
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب الصحراوي البطل،
مناضلات ومناضلو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب،
مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي،
الضيوف الكرام،
ها نحن نتوج سنة تخليد خمسينية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، نخلد مرور واحدة وخمسين سنة على تأسيسها وقيادتها للشعب الصحراوي في الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري في بلادنا.
نستحضر في هذه المناسبة رعيل الانطلاقة، ثلة من أبناء الشعب الصحراوي البررة، الذين عزموا فتوكلوا فتقدموا الصفوف ودشنوا حرب التحرير الوطني، لا سلاح لهم إلا قوة الايمان بالله وبالحق، والعزم والإرادة والثقة في قدرة شعبهم ورفضه القاطع لكل أشكال الظلم والقمع والتبعية والخنوع والاستعمار والاحتلال.
نستحضر بكل اعتزاز تلك الهبة العارمة، ذلك التجاوب الشعبي الشامل من جماهير شعبنا، رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، من كل نقاط تواجدها، بكل مكونات المجتمع، لتلتحق زرافات ووحداناً بمواقع القتال والكفاح والنضال، بسرعة أربكت الخصوم وخيبت توقعاتهم وأذهلت الحلفاء والأصدقاء فنالت احترامهم.
ونقف وقفة ترحم وتقدير وإجلال على الأرواح الطاهرة لكل شهيدات وشهداء القضية الوطنية، الذين سالت دماؤهم الزكية، متدفقة من كل حدب وصوب، لتمتزج روافد في نهر الوحدة والبطولة والخلود والوفاء، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، مفجر الثورة، الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز. نتذكر اليوم كيف تمكنت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، في ظرف وجيز جداً، وبفضل التفاف جماهير شعبنا، من أن تصبح القوة السياسية الأولى في الصحراء الغربية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، بإقرار من بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق شهر ماي 1975.
لقد استطاعـت الجبهة، بعبقرية وحكمة ونجاعة، أن تضع أسس النصر الحتمي، بتصعيد الكفاح، على كل الواجهات، وخاصة في ميدان القتال، مروراً بإعلان الوحدة الوطنية الشاملة وقيام الدولة الصحراوية، كتجسيد ميداني وأبدي لإرادة الشعب الصحراوي في الحرية والعيش الحر الكريم فوق ترابه الوطني. نستحضر بالطبع التجربة الفريدة التي جمع فيها الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، بين مهمتي البناء والتحرير، حيث تزامن صدى الملاحم البطولية في جبهات القتال مع إنجازات ومكاسب على الواجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والخدماتية، في ظل بناء مؤسسات الدولة الصحراوية واحتلال مكانتها الدولية، بما في ذلك كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي.
.