الأخبار

مجلس التعاون الخليجي ، غربال النفاق العربي (بقلم:عالي أحبابي)

بقلم الاستاذ : عالي احبابي ، مدير جريدة الصحراء الحرة

مجلس التعاون الخليجي ، لا تعلم كم يؤلمنا أن نخاطبك بعبارات قد تعيدنا الى أننا لسنا أفضل حال من صرخة غضب تدوي في الوجدان والضمير العربي والعالمي ممزوجة بالأسى والأسف ، جراء ما نشاهده من مأساة أهلنا في قطاع غزة الصابرة ، وهم يتساقطون جوعا ، فمن لم يمت بالقصف العدواني الهمجي الصهيوني مات بسبب الجوع، وبقدر ما يمثله بيانكم الصادر بتاريخ 03 مارس 2024 ، الداعم للاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية من استنفار للنفوس الأبية ، والضمائر الحية ، بقدر ما يمثل حالة من الإحباط من موقف العالم العربي الذي من الأولى به اتخاذ اجراءات استعجالية لإنقاذ هؤلاء الابرياء ، وحفظ ماء وجهه قبل أن يجف بفعل الخوف من اسرائيل وما وراءها ، لكن محاولة صرف النظر، واسداء المواقف المعادية للشعب الصحراوي لا تشكل جديدا ، ولن تضيف شيئا على مواقف دأبناها مسايرة للاحتلال المغربي لتراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية .
نعم ، في قاموس الصبر سيادة أعضاء المجلس الموقر حطم الشعب الصحراوي رقما قياسيا في التحمل على بني جلدته من عرب ومسلمين ، وفي فصل التسامح جنح هذا الشعب المظلوم لرأفة تتسع لسنوات ضوئية على ظلم ذوي القربى من العرب والمسلمين ، وفي باب السماحة والعطف وترسيم شيم العفو بادر الشعب الصحراوي الى مقاسمة كل الاشقاء العرب الافراح والاتراح ، فثمة دوافع وروابط مشتركة تتسامى بخصال هذا الشعب الى حيث مصاف الترفع عن دنايا الامور ، واستصغار ما من شأنه المساس من قدسية العروبة والاسلام معا .
بيانكم أعضاء مجلس التعاون ، وما تبادر من مواقف حيال القضية الصحراوية ، وزعمكم بجهل أو غير جهل كانت مبرراته فيما مضى يحكمها قصر النظر، وتجاهل الحقيقة بتغطية من غربال النفاق العربي ، والتشويش المغربي ، لكن اليوم ونحن نعيش في قرية صغيرة لا يمكن أن نرى ، أو نسمع من أمثالكم تساقط المواقف قبل خريفها ، رغم أننا لا زلنا ننظر الى عمقنا العربي والاسلامي بفخر واعتزاز ، ولا زالت العروبة وشاحا يرصع ختم الدولة الصحراوية ، التي تعرضت سيادتها للقذف على لسانك …
نعم نحن في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، قرأنا في بيان مجلس التعاون الخليجي من نكران للحقيقة ، ما يميط عنه قناع الهيبة والوقار، ويحيله الى التقاعد بسن التردد ، أو السقوط في حبال مصيدة دولة الاحتلال المغربي ، فحمل خطابها ، وجاهر بمواقفها ، وبعثر أوراقا من دفاتر اليأس والقنوط والانزعاج بطريقة مبالغ فيها، من دون سعي يذكر لتجاوز عثراته ، راميا حالة إخفاقه على الآخرين..
لعله من الافضل اعتماد خطوات ترنو الى تقريب وجهات النظر ، وتلك مقامات النجاح ، الذي يمنحنا إنجاز الأفضل بشكل صحيح ضمن ما نملكه من صلاحيات ، وما نتمتع به من كفاءات ، بيد أن مجلس التعاون الخليجي مالت به حسابات داخلية موجودة في نفسه ، كاقتباس التشابيه وممارسة شيء من الإسقاط المغربي الغارق في الكذب والنفاق والتزوير، دون أن يتساءل : لم لا يقوم بتزييت مفاصل تفكيره الذي يعاني من خشونة الولاء والسقوط في مستنقع التطاول على قدسية حدود الشعوب ، التي لم ولن يخيب من يتسلح بحاضنتها ، ولن يذل ولن يخذل ولن يهزم في معادلة أي صراع مهما كان نوعه .
الاستاذ : عالي احبابي ، مدير جريدة الصحراء الحرة