النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة في اختتام أشغال الندوة السنوية للعلاقات الخارجية
الشهيد الحافظ، 11 يناير 2024 (جريدة الصحراء الحرة) – ألقى يوم الثلاثاء رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على اختتام أشغال الندوة السنوية للعلاقات الخارجية، تطرق فيها في الدور الهام الذي يجب أن تقوم به الدبلوماسية الصحراوية في هذه المرحلة، وهذا نصها الكامل :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة، مناضلات ومناضلو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، العاملون في ميدان العلاقات الخارجية،
الحضور الكريم،
نختتم اليوم الندوة الوطنية السنوية للعلاقات الخارجية، كمحطة أساسية في ميدان يشكل واحدة من ركائز الكفاح التحرري الوطني الذي يخوضه الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال. وأود في البداية الإشادة بجهود جهاز العلاقات الخارجية خلال السنة المنصرمة، على مختلف المستويات، الوطنية والجهوية والقارية والمنظمات الدولية وغيرها، والذي حظي بالحيز الكافي للعرض والتقييم، في إطار الهيئات السياسية للجبهة، أو من خلال التعاطي بين الحكومة والمجلس الوطني.
ويمكن هنا التذكير ببعض العناوين البارزة، على غرار تعزيز مكانة الدولة الصحراوية كعضو مؤسس في الاتحاد الإفريقي، وإفشال مناورات دولة الاحتلال المغربي، وخاصة في ملف شراكات المنظمة القارية، ما تجسد، مثلاً، في مشاركة الدولة الصحراوية في قمة الاتحاد مع البريكس في جنوب إفريقيا وفي قمة المناخ في كينيا، إضافة إلى تطوير العلاقات الثنائية لبلادنا مع عديد الدول من إفريقيا وأمريكا اللاتينية. كما نسجل التطور الحاصل على مستوى المعركة القانونية وملف الثروات الطبيعية، وخاصة في أوروبا، واستمرار الجهود في المجال التضامني والدور المتنامي للجاليات. كل ذلك، في ظل تمسك الأمم المتحدة بالإطار القانوني للقضية الصحراوية كقضية تصفية استعمار.
ولا شك أن ما شهدته الندوة الوطنية على مدار أربعة أيام من عروض ونقاشات وخلاصات واستنتاجات سيشكل أساساً صلباً للتقييم والمراجعة للعمل الدبلوماسي، للوقوف على مكامن القوة ونقاط الضعف، من ثم تحديد أنجع السبل للرفع المستمر من الأداء وحماية وصيانة المكاسب وتطوير أساليب العمل والتنسيق بين مختلف الفاعلين في جهاز العلاقات الخارجية، سواء في الجهة المركزية أو في الجهات الوطنية الأخرى المرتبطة بالعمل الدبلوماسي.
الأخوات والإخوة،
انقضت سنة حافلة بالعمل والانجازات، وحلت سنة أخرى حبلى بالتحديات، يجب أن تكون صوناً للمكتسبات وتدعيماً للرصيد بمزيد الانتصارات. هناك العديد من الاستحقاقات، القارة والطارئة، التي تتطلب التحضير الجيد، سواء على مستوى الأمم المتحدة أو الاتحاد الإفريقي أو مختلف القارات والدول، وفي مستويات وجبهات متعددة، سياسية وقانونية وإعلامية وتضامنية وغيرها.
وبالتزامن مع الذكرى الواحدة والخمسين لتأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح، ستشهد السنة تنظيم ندوة دولية برلمانية للتضامن مع الشعب الصحراوي، تحتضنها الجزائر الشقيقة، التي نتوجه إليها بالمناسبة، باسم الشعب الصحراوي قاطبة، بآيات الشكر والتقدير والعرفان والامتنان، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، على مواقف الدعم والمساندة الراسخة إلى جانب حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال، مثل الشعبين الصحراوي والفلسطيني.
كما نهنئ الجزائر كذلك على دخولها رسمياً في عضوية مجلس الأمن الدولي للسنتين المقبلتين، ممثلة ليس فقط للشعب الجزائري وتاريخه العريق وثورته المجيدة، ولكن أيضاً لكل الشعوب والبلدان التواقة للحرية والعدالة والسلام، سواء في المنطقة المغاربية أو العربية أو الإفريقية أو الإسلامية وفي العالم.
