الأخبارمقالات

الإعلامي التونسي “حسين الهمادي” يكتب..

تحياتي للجميع

أولا أنا لست طرفا في الصراع القائم في الصحراء الغربية ولست مع أي طرف سوى كان جبهة البوليساريو وداعميها أو المغرب..أنا إعلامي مستقل برأيي أحاول دائما أن أكون موضوعيا في طرحي وفي تناولي للملفات…

ذهبت لمخيمات اللاجئين الصحروايين لأنني أريد ان أرى بعيني واقع اللاجئين وحياتهم وأستمع إليهم مباشرة وكنت في الحقيقة قد سمعت الكثير من الكلام قبل ذهابي للمخميات في إطار “الحرب الإعلامية” الدائرة بين الطرفين المغربي والصحرواي…
ذهبت لمخيمات اللاجئين وقضيت فيها 5 أيام وكنت فيها ضيفا في منزل عائلة صحرواية طيبة مثل باقي العائلات التي رأيتها وتحدثت معها…

الصحراويين يرحبون بالزوار ويكرمونهم رغم معاناتهم وظروفهم الصعبة إقتصاديا.

قبل ذهابي سمعت كثيرا كلاما يتم ترويجه ان اللاجئين محتجزين من قبل البوليساريو وأنهم مجرد رهائن في هذا الصراع، لذلك لم أقم بفتح الكاميرا في اليوم الأول حتى التقي المسؤولين لأطلب منهم إذن بالتصوير…لكن بعد ما إلتقيت بالمسؤولين قالو لي لا تحتاج أي إذن للتصوير مع الناس او تصوير المخميات وأنت حر في عملك…تحدث مع من تشاء وقم بتصوير من تشاء..وهذا فعلا ما وقع…الحقيقة التي يجب ان تقال انه لم تكن توجد أي نوع من الرقابة علي من قبل الأمن الصحراوي وكنت حر في تصوير المخميات وفي الحديث مع اللاجئين الذين كانوا مرحبين دائما.

تجولت في أحياء المخيمات وإلتقيت بالناس وتحدثت معهم وتحدثوا عن ظروف الحياة والبيئة القاسية لكنهم أكدوا ان الظروف القاسية لم ولن تثنيهم عن هدفهم في العودة “لوطنهم الصحراء الغربية بعد تحريرها”…وجدت الناس متمسيكن بهذا الهدف شيبا وشبابا وأطفالا يحملون نفس الهدف. لم أجد أي أثر للكلام الذي يروج بأنهم محتجزين لأنهم ببساطة يحملون جوزات سفر والكثير منهم يسافر للعمل في إسبانيا أو الجزائر أو غيرها من الدول ويعود للمخميات بحرية تامة. وجدت ان الصحروايين إستطاعوا بناء مخميات فيها مرافق ضرورية للحياة ووجدتهم قد إندمجوا مع الظروف هناك…وجدت أن الصحروايين يركزون على تعليم أطفالهم ووجدت أن الأطفال واعون بقضيتهم ومتمسكين بها مثل تمسك الكبار منهم…وجدت فيهم إرادة قوية لم تتزعزع بسبب الظروف المعيشية والإقتصادية…وجدت أيضا فيهم عرفان بالجميل للجزائر التي وفرت لهم المكان الآمن والكثير من المساعدات في المجالات الحياتية وسمعت كثير منهم يقولون أنه ليس لديهم مشكلة مع الشعب المغربي بل مشكلتهم مع سياسات بلدهم تجاه الصحراء الغربية وانه بمجرد حل القضية سيكون هناك حسن جوار وتعاون بين البلدين.

هذه خلاصة تجربة واكبتها في مخميات اللاجئين الصحروايين وسأدعمها بروبرتاجات أنشرها تباعا على صفحتي هنا.
وأؤكد مرة اخرى أنني لست طرفا في هذا الصراع وأنني مثلما زرت المخميات فمستعد أيضا ان ازور المغرب وأن استمع لوجهة نظرهم مباشرة وأنا حتى في برامجي استضيف متحدثين من المغرب حول ملف الصحراء الغربية. لكن هذا لا يعني أبدا ان لا أتحدث بما رأيته وعشته في المخميات.

الإعلامي التونسي حسين الهمادي

UPES