الأخبارمقالات

في ذكرى تفريخ القوات المسلحة الملكية؛ الرعايا لا جيش لهم!!(بقلم: محمد الفاروق)

تمتلك دول العالم جيوشا وطنية تشكل مصدر فخر لشعوبها… وتحمل في معظم مسمياتها الرسمية ميزة الشعبية.. وبخلاف دول المنطقة و اغلب دول العالم، يشكل الجيش المغربي استثناءا..

“القوات المسلحة الملكية” .. هو الاسم الرسمي.. للجيش المغربي… ويصادف تاريخ 14 ماي، ما يصطلح عليه مخزنيا، ذكرى التأسيس!!
وكما بنى سرديته الخطابية، على اعتبار أبناء الشعب المغربي، رعايا لا مواطنين.. فإن ملكية الجيش … تؤسس لهذا الاستثناء المغربي الذي طالما كان حاضرا في الخطاب السياسي والإعلامي المخزني.. قبل وبعد الربيع العربي…

لاوطنية “الجيش”، شكلت مسلكا لفعل ارتزاقي خارجي خدمة لأجندات أجنبية …
فعبر مساره الطويل… عرف الجيش الملكي بتدخلات العمالة والارتزاق في مناطق شتى من العالم ولدى الجيران… ابتداءا بالعدوان على الجزائر، والتدخل في الزائير وتصفية لومومبا ، ثم احتلال الصحراء الغربية، وحرب الإبادة على الشعب الصحراوي ، ودوره في الحرب ضد العراق، و قمع الاحتجاجات الديمقراطية في جزر القمر ،و إبادة الشعب اليمني ، بالإضافة للخدمات الأمنية لإسرائيل وباقي الأجهزة الأمنية الغربية الاستعمارية.

كما شكلت خصوصيته باعثا لتكريس القهر والديكتاتورية داخليا ..من قمع للمظاهرات والاحتجاجات الداخلية المغربية وتصفية المعارضين المغاربة بالخارج (بن بركة ) ….إلى الفساد المستشري( اهتموا بالمال واتركوا السياسة) حسب القاعدة المعمول بها من طرف الملك في تعاطيه مع جيشه الملكي، كنوع من الرشوة للذمة المشتراة.
جيش يركع جنوده.. ويسجد ضباطه.. ويقبلون أقدام وأيادي الصبية والمخنثين بلا رجولة… جيش لايغار على حرمة ترابه من دنس القواعد الأجنبية بلا سيادة….

وعندما يغيب الشرف فلا تسأل حينها عن الرجولة والسيادة، ويصبح معها الوطن براء من الجيش، ويصبح الشعب براء من الجيش، ليكون الجيش جيشا ملكيا بامتياز.. ولن ينتهي سلوكه الارتزاقي العدواني سوى بتحوله إلى جيش وطني مغربي، ينتمي للشعب و في خدمته.. وليس في خدمة المخزن.ولن يتأتى ذلك الا بتحول ديمقراطي شعبي، جوهري وعميق ..يصحح البنى الهيكلية، ويحدث انقلابا في نظم التفكير ومنطق العقل.. ويعيد للإنسان المغربي حريته… كرامته وحقوقه المغتصبة .. و أحلامه المؤجلة!!
محمد الفاروق

١٤ماي٢٠٢٠