الأخبار

رسائل المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو (بقلم: مولاي أبراهيم مولاي أمحمد)

حمل المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، في ختام أشغاله عدة رسائل تؤشر في مجملها إلى عهد جديد من الصمود والبسالة في مضمار المعركة الحقيقية التي يخوضها الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير ونيل الاستقلال.
أول هذه الرسالة أو النتائج هي انعقاد المؤتمر في ظروف يخوض فيها الشعب وجيشه وقيادته، فصلا جديدا من الكفاح المسلح دون أن تؤثر هذه الوضعية على مخرجات وظروف انعقاد هذا الاستحقاق الوطني، فكان التأمين المحكم للمؤتمر وضيوفه وحسن تنظيمه من طرف النواحي العسكرية الصحراوية و سلطات وجماهير مكان انعقاد المؤتمر ، وهو أمر لافت أن تكون الدولة تخوض حربا وفي الوقت نقسه تنظم مؤتمرا يقرر فيه الشعب الصحراوي وممثليه شؤونه السياسية وينتخب قيادته بكل أريحية وطمأنينة دون أن تؤثر في ذلك الوضعية الأمنية.
أما الرسالة أو النتيجة الثانية فهي أيضا أن الظروف التي يمر بها الشعب الصحراوي سواء تلك المتعلقة بالاحتلال ومكابدة اللجوء أو تلك المتعلقة بحالة الكفاح المسلحة حاليا، هذه الظروف استطاع معها الصحراويين من خلال هذا المؤتمر أن يقدموا اروع أمثلة الرقي والنضج للتجربة الديمقراطية وهو ما أبهر العالم، وتفاجئ به الأعداء فبل الاصدقاء ، ورأى الجميع كيف يناضل الشعب أيضا بالأسلوب والنموذج الديمقراطي مثلما يناضل ويقاوم بالأساليب الأخرى.
الرسالة الثالثة وهي أن مخرجات المؤتمر سواء ما تعلق بالتنافس الشريف والديمقراطي على رئاسة الجبهة أو التنافس في اختيار أعضاء الامانة الوطنية هذه العملية أظهرت كم هو الشعب قادر رغم ظروفه الاستثنائية على تجديد وضخ دماء جديدة في هيئات سواء من خلال دخول عنصر الشباب بقوة إلى مواقع أعلى هرم مؤسسات الحكم والتمثيل السياسي، أو من خلال انعكاس نبض الشارع بمختلف أطيافه في التمثيل على مستوى هذه الامانة الوطنية الجديدة المنبثقة عن المؤتمر السادس عشر للجبهة، وهذا مؤشر أن الشعب الصحراوي يمتلك مقومات طول النفس في النضال من خلال القدرة على تجديد هذه الهيئات التي تعطي صورة عن التنافس بين القوى الحية من أجل خدمة النضال وإقامة الدولة من داخل المنظومة السياسية الحاكمة ممثلة في الجبهة وهو ما يعني أن هذه الجبهة تشهد عملية تحديث وتجديد دائم في رحلة كفاحها نحو قيادة الشعب الصحراوي إلى إقامة الدولة على كامل الأرض الصحراوية المستقلة وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير.
أما الرسالة الرابعة المستخلصة من نتائج أعمال المؤتمر السادس عشر للجبهة فتتعلق بالإجماع على التوجه الحالي المتمثل في العودة من جديد للكفاح المسلح ضد المحتل المغربي، ووحدة الصف وراء الجيش الصحراوي من خلال صعود قادة عسكريين إلى قائمة الامانة الوطنية للجبهة، وهو ما يبرهن عليه ايضا شعار المؤتمر ” تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السياده ” و كانت الرسالة القوية أيضا منبثقة عن نتائج المؤتمر هي بالإجماع خلف قيادة الجبهة حاليا ممثلة في الامين العام للجبهة ورئيس الدولة إبراهيم غالي.