صحيفة “لوموند” توضح الأسباب التي دفعت بالجانب الصحراوي لتصعيد القتال ضد المغرب
الشهيد الحافظ، 27 يناير 2023 (جريدة الصحراء الحرة) – خصصت صحيفة لوموند الفرنسية حيزا هاما لموضوع أشغال المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، مبرزة لجوء الجانب الصحراوي إلى تصعيد القتال ضد الاحتلال المغربي الذي خرق اتفاق وقف اطلاق النار.
فتحت عنوان “الصحراء الغربية: في جبهة البوليساريو، تتزايد الضغوط من أجل تكثيف الحرب ضد المغرب”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه بعد عامين من انتهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب، أعيد انتخاب إبراهيم غالي على رأس جبهة البوليساريو، خلال مؤتمرها السادس عشر.
وأعتبرت الصحيفة أن شعار المؤتمر “تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة” ينم عن نفاذ صبر الصحراويين، لإعطاء زخم جديد للنزاع المستمر منذ سبعة وأربعين عاما.
ونقلت تصريحا للرئيس الصحراوي ابراهيم غالي، ادلى به يوم 16 يناير الجاري قال فيه: “هناك ضغوط هائلة لتصعيد القتال والعودة إلى أساليب القتال السابقة، بين عامي 1986 و1989، عندما خضنا معارك أسفرت عن نتائج عظيمة في استعادة الأسلحة وأسر الجنود. شبابنا وجيشنا على وجه الخصوص يطالبون بذلك”.
كما عززت الصحيفة مقالها بتصريح للولي الداه، الجندي الصحراوي البالغ من العمر 40 عاما، وهو واحد من بين 60 متظاهرا في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 2020، أغلقوا لأكثر من عشرين يوما معبر الكركرات الحدودي بين الصحراء الغربية وموريتانيا، الذي بناه المغرب في منطقة عازلة والذي شدد على ان “تقاعس المجتمع الدولي يحكم علينا بالموت البطيء، ولهذا نفضل أن نموت بكرامة”.
واعتبر الجندي الصحراوي، تدخل وحدات عسكرية مغربية لطردهم، خرقا لوقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين (المغرب وجبهة البوليساريو) سنة 1991، مضيفا بالقول: “الآن لن نرتكب نفس الخطأ الذي حدث في تلك السنة: إذا أراد المغرب التفاوض، فسنمسك بقلم في يد، وببندقية في اليد الأخرى”.
وبالإضافة إلى الجانب العسكري، سلطت الصحيفة الضوء على نهب المغرب لثروات الصحراء الغربية، مستشهدة في السياق بتصريح مدير الشباب بوزارة الشباب والرياضة، خليهنا محمد (34 عاما) الذي أكد أنه “ليس علينا مهاجمة الجدار (الرملي) فحسب، بل يجب مهاجمة البنية التحتية الاقتصادية للمغرب لمنعه من الاستفادة من مواردنا”، داعيا الصحراويين في الأراضي المحتلة للمشاركة في هذا الصراع.
وألح المتحدث أيضا قائلا: “يجب أن نستخدم جميع أوراقنا” في هذه الحرب.
واعتبرت “لوموند” أن الرغبة في خوض معركة كبيرة بين الشباب قائمة، وهو ما اظهره تجمع العديد منهم أمام أبواب وزارة الدفاع الصحراوية عندما أعلنت جبهة البوليساريو استئناف الكفاح المسلح.
وهو ما لمسته الصحيفة الفرنسية في تصريحات سوادي مهدي (29 عاما) التي قالت “لقد عشنا في هذا الوضع لفترة طويلة، بدون سلام أو حرب”، مضيفة بالقول “ما أُخذ منا بالقوة لن يعود بدون استخدام القوة، فالحرب تخيفني بالطبع، لكنها ضرورية لمستقبلنا ومستقبل أطفالنا”.
واستقطبت أشغال المؤتمر السادس عشر للجبهة (13-22 يناير) اهتمام الإعلام العربي والأجنبي نظرا للظروف التي انعقد فيها والمتسمة خاصة بعودة الحرب للمنطقة، حيث نقلت مختلف الوسائل الإعلامية آراء المندوبين الذين شددوا على حتمية تصعيد الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي. (واص)