الأخبارالمؤتمر السادس عشرمقالات

مقال لم يولد بعد .. في خلاصة البحث مع اقتراب الاستحقاق

بقلم: بلاهي ولد عثمان

لقد بدأ التحضير يتسارع على قدم وساق لهذا الاستحقاق السادس عشر لجبهتنا، منذ اسابيع حاولت ان اكتب مقالا حول الموضوع، والوضع الراهن، وما ارى انه من الضروري تقويمه مع ذكر ايجابيات وسلبيات الفترة الفاصلة بين الاستحقاقين.

وبينما كنت احضر الأفكار، ناقشت مع أحد المسؤولين الموضوع وقال لي:

“ركز على الجانب الإيجابي، وما أنجز، ولا تنسى ذكر الانتصارات المتوالية، خلال هذه السنوات الاربع الماضية، وعلى رأسها العودة الميمونة للحرب التحريرية.”

اخذت بأفكاره، واكدت له انه لابد من الحديث عن السلبيات ايضا، لتقويمها، فهمت منه انه “يرى ان ذلك غير ضروري”.

وكي اكون منصفا، واجمع بين مختلف الآراء، اتصلت بأحد الاصدقاء الذي يميل كثيرا إلى النقد والتقويم، ويرى من خلال كتاباته في بعض الأحيان ان مشكلتنا في المسؤولين، وما يقرب إليهم من عمل، وانهم شاخوا وعليهم الرحيل، فقال لي:

بعد ما ذكرت له رأي المسؤول، “لا تستمع له، فهو يقوم في هذه الآونة بالدعاية لنفسه، وزملائه، من اجل ان يجد موطئ قدم له في مخرجات المؤتمر، ويفوز بمقعد في الأمانة الوطنية.”

وأكد لي في مجمل افكاره، “ان اكتب ان المؤتمر عادة سيئة، يجب أن نرحل عنها، ونستبدلها بما هو أفضل من انتخابات مباشرة، واختيار قيادات قادرة على مواصلة السير بنا نحو الأفضل، اما المؤتمر فما هو الا مسرحية تعيد صناعة الفشل.”

من جهة أخرى حاولت توسيع نطاق أفكاري، وراسلت زميلا لي من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، ينشط في مواقع التواصل الاجتماعي، وعرضت عليه هذه الأفكار فقال لي:

“افكارا جيدة، ولكن حاول أن تكون في منزلة بين المنزلتين، وابقى دوما واثقا في جبهتك، ولا تدع الأفكار السيئة تتسلل إلى ذهنك، فأنت إعلامي وسطي، وحاول ان تبقى على ما عهدناك عليه.”

وإلماماً بكل الأفكار والآراء، بعثت كتابا لصديقي المقيم بفرنسا لأخذ منه ما ادعم به مقالي.

نصحني كعادته “بالابتعاد عن الشخصنة، وعدم ذكر الأسماء والتموقع مع أي طرف ضد طرف آخر، وكي يكون المقال شاملا وكاملا حاول أن تركز على المواضيع العامة مع ذكر السلبيات وتقويمها.”

اخيرا اتصلت هاتفيا بمناضلة في مخيمات العزة الكرامة تعمل في احدى المؤسسات الوطنية وقالت لي:

“اخي العزيز انت تعرف اننا مقدمين على محطة مهمة، واستحقاقا تاريخيا، يأتي في ظرفية خاصة تمر بها المنطقة.”

وواصلت حديثها قائلة: “أتدري أن العدو المغربي يسعى ويخطط لإفشال وتفتيت وحدتنا، والتفافنا حول قيادتنا، وممثلنا الشرعي جبهة البوليساريو.”

“اخي العزيز … انت تدري حساسية الوضع، واظن انك تعلم أن الاحتلال جند المرتزقة والخونة من أجل تحقيق أهدافه، خذ هذا كله بعين الاعتبار، واكتب مقالا ناصحا بمفاهيم سياسية صحراوية، واضحة تحث على الوحدة الوطنية ونبذ القبلية والتفرقة واحترام التنظيم و الشأن العام.”

قال لي صديق “كل هؤلاء نصحوك بما يرونه مناسبا، وكلهم على حق حسب وجهات نظرهم الخاصة، فأكتب ما تراه مناسبا لأفكارك، وأعكس فيه فكرة تجسد رأيك في الموضوع”.

بعد كل هذه الاتصالات، والنصائح تهت في اختيار العنوان، وتأكدت أن مجتمعي أصبح يحتوي عدة افكار قد تكون مختلفة في بعض الأحيان، وهي كلها طرق تناقش موضوع القضية من زوايا مختلقة، وأساليب تقويمها من وجهات نظر متعددة.

تصورت أنني نشرت المقال، فوجدت ان البعض ينتقدني، ويتهمني بالخيانة، واخرون وصفوني (بالصفاق)، وهناك من كتب لي سرا، متهمني بالقبلي والمنحاز، واخرون وصفوني بالوطني الغيور على قضيته، وبين هذا وذاك ضاع المقال وتشتت الأفكار، وانكسرت العبارات، وجف القلم وانكمشت الورقة ولم يولد المقال.

جريدة الصحراء الحرة