الأخبارالمؤتمر السادس عشرمقالات

المؤتمر 16 والآمال المعلقة في ظل التحديات الراهنة

بقلم: سعدبوه بلة

في ظل التطورات الراهنة يأتي انعقاد المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب، في ظروف وطنية وعربية ودولية بالغة الدقة والاهمية، وفي واقع نشاهد فيه حالة استسلام عالمية رسمية شبه كاملة لمجمل التحديات، اذ بات واضحاً مدى عجز الأمم المتحدة في ارغام المحتل المغربي على تطبيق الشرعية الدولية عبر الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي في الصحراء الغربية ، بل عدم تحمل المنتظم الدولي لمسؤولياته تجاه حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والاستقلال.

وفي هذا السياق، يترقب الشعب الصحراوي وبشغف خاصة الشباب منه، ما سيخرج به المؤتمر السادس عشر للجبهة، املاً في أن تكون المحطة السياسية المقبلة خاصة باستنهاض صاحبة الطلقة الاولى التي تحمل على عاتقها روح المشروع الوطني “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” بوصفها حركة تحرر وطني.

 فالرأي العام الوطني وحتى المحيط الخارجي يتطلع ايضا ان يكون المؤتمر 16 بمثابة المراجعة الدقيقة والحاسمة للتجربة الصحراوية بما يتماشى مع شعار المؤتمر وظروف انعقاده بمعالجة كل النقائص، واستخلاص الدروس والعبر، ومن أجل وضع البرنامج السياسي القادر على تغيير الواقع نحو الأفضل خاصة وان كل الظروف مواتية بما يخدم الشعب الصحراوي وقضيته الوطنية.

ان الشعبَ الصحراوي اليوم أكثر من أي وقت مضى، بحاجة الى استمرار وحدة الصف الوطني وآليات تطبيق قادرة على حسم الصراع مع العدو المغربي من خلال التطبيب الكلي لنكبات الواقع بشكل عام.

القضية الوطنية تواجه أخطار كبرى وتحديات جمة مما يتطلب عدم تضييع الوقت عبر وقفة مع الذات في ظل تصاعد الانتفاضة والمقاومة الشعبية بالأرض المحتلة المستمرة في شق طريقها للخلاص الوطني وصولاً لتحقيق اهداف شعبنا في تقرير المصير واستكمال السيادة الوطنية على كامل تراب الجمهورية الصحراوية وعاصمتها العيون المحتلة.

في ظل هذه الاوضاع، برهن ولازال الشعب الصحراوي رغم التحديات والصعاب، انه مستمر في كفاحه ومتشبث برائدة كفاحه وممثله الشرعي والوحيد “الجبهة الشعبية” كحركة تحرير وطني وعموده الفقري، حيث استطاعت عبر مسيرتها النضالية المريرة، أن تبقي على مستوى التحدي الذي يفرضه العدو المغربي على الشعب الصحراوي ، واستنادا إلى مبادئها وأهدافها الواضحة والمحددة والتي تكرس الفكر الوطني الجامع للشعب الصحراوي ضمن إطار واحد وهدف واحد يرمي في النهاية الى استكمال السيادة الوطنية وبناء الصرح المؤسساتي للدولة الصحراوية.

وباعتبارها حركة تحرر عربية افريقية، تناضل ضد الاحتلال المغربي لتراب الجمهورية الصحراوية، مثلت رأس الرمح في مواجهة المشروع المغربي التوسعي وقبله الاستعمار الاسباني، المدعوم من قبل القوى الاستعمارية.

وقد شكلت مبادئ حركة “جبهة البوليساريو ” وأهدافها، حصانة للمشروع الوطني الصحراوي طيلة خمسة عقود ماضية، كما مثلت الدرع الواقي للشعب الصحراوي وحافظت عليه من الذوبان أو التصدع والتفكك في ظل التحديات التي باتت تعصف بالمجتمعات العربية، وتهدد وحدتها الوطنية وما ينتج عنها من انشقاقات، تصل إلى حد تفكك الدول، من هنا تبرز أهمية الفكر الوطني الجامع الذي استندت إليه الجبهة الشعبية كحركة تحرير في نضالها الدؤوب لمواجهة الهجمة العدوانية.

امام كل ذلك يأمل الشعب الصحراوي والشباب منه خاصة، أن يكون المؤتمر 16 محطة ليست كسابقاتها في إعادة الروح الوطنية الى سكتها، واسترداد نبض الفاعلية والانضباط و المسئولية لتفعيل وتطوير الحركة ومؤسساتها وتقوية الإنسان الصحراوي بعد مرحلة تكوينه و تأهيله، كي يأخذ دوره الريادي في قيادة العمل التطوعي الوطني وعلى كافة المستويات، كإطار جبهوي تمثيلي، يمثل الشعب الصحراوي عبر كافة أماكن تواجده في مخيمات اللجوء وفي الارض المحتلة وجنوب المغرب والشتات.

لذلك يتطلع الشباب الصحراوي ان تكون الجبهة الشعبية التي قادت النضال الصحراوي ولاتزال شعلة مضيئة، وان يخرج مؤتمرها بقرارات مهمة على المستوى الوطني تقديرا لآلاف الشهداء ومعطوبي الحرب والأسرى واللاجئين الذين ضحوا بحياتهم وأجمل ايام شبابهم من اجل التحرير وتحقيق الحرية والاستقلال والعودة الى الوطن .

وفي ختام القول، لا يوجد اطلاقا من لديه ذرة شك في قدرة الجبهة الشعبية على تجاوز الصعاب و المطبات، من خلال مؤتمرها السادس عشر و الذي هو بمثابة محط أنظار الشعب الصحراوي والأشقاء والأصدقاء لمواجهة اشكالات المرحلة التي تواجه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة، في ظل حرب مستمرة و مفتوحة الاحتمالات، و ستبقى خيار مشروع في ظل تقاعس مجلس الأمن الدولي وعجزه عن انصاف الشعب الصحراوي.

هيئة التحرير – الصحراء الحرة