الأخباردوليا

أحزاب وساسة ونشطاء موريتانيون ينددون بمجاز الإحتلال المغربي في حق المدنيين العزل

الشهيد الحافظ، 02 ديسمبر 2022 (جريدة الصحراء الحرة) – تصاعدت في الأيام الأخيرة الإدانات الرافضة لعمليات الإغتيال التي ينفذها جيش الإحتلال المغربي الهمجي في حق المدنيين الموريتانيين العزل، من منقبيين ومنميين ومسافرين من جنسيات مختلفة، بما فيها الجنسية الموريتانية، وأستنكرت أحزاب وشخصيات ونشطاء من موريتانيا القصف الممنهج الذي أستهدف ولايزال أبرياء مسالمين.

من جهته، أدان حزب اتحاد قوى التقدم الموريتاني المعارض بشدة ما وصفه بـ”الأعمال العدوانية الهمجية المتكررة ضد المواطنين الأبرياء” التي قال إن الجيش المغربي تعمد تكرارها بحق المدنيين الموريتانيين، حسب ما نشرته جريدة القدس العربي.

ودعا الحزب الممثل في البرلمان في بيان أصدره ليل الأربعاء/الخميس في نواكشوط السلطات المغربية إلى وضع حد لها كما دعا “جميع الفاعلين على الساحة الوطنية للرد على هذه الفظائع”.

وقال الحزب ذو التوجهات اليسارية إنه “لاحظ بجزع في الأسابيع الأخيرة تصاعد قصف الطائرات المغربية بدون طيار لمدنيين موريتانيين، وخاصة منقبي الذهب في شمال البلاد”.

واعتبر الحزب في بيان أن “تكرار مثل هذه الجرائم ضد مواطنينا المسالمين ليس مجرد أخطاء غير مقصودة، بل يبدو كأفعال متعمدة، لأن التكنولوجيا المدمجة في هذه الطائرات بدون طيار تجعل من الممكن تمييز أهدافها بأدق التفاصيل قبل الوصول إليها”.

وطالب السلطات الوطنية والمنظمات الدولية إلى “الرد بقوة على هذا المنطق الذي يتعارض مع القيم الإنسانية العالمية والذي يتمثل في جعل أي مدني موريتاني هدفا لطلقات الطائرات المغربية بدون طيار عندما تقترب من منطقة الحدود الشمالية أو تعبرها”.

وبحسب جريدة القدس العربي، قتل الجمعة الماضي سبعة مدنيين موريتانيين في الشريط الحدودي من الصحراء الغربية المتاخم للأراضي الموريتانية بقصف بطائرة مسيرة.

وفي جانب متصل، شجب الوزير الموريتاني السابق والسياسي البارز سيدي محمد ولد محم العمليات الجبانة التي يتعرض لها المنقبين الموريتانيين على يد جيش الاحتلال المغربي.

نص تدوينة الوزير الموريتاني السابق سيدي محمد محم على صفحته الرسمية على الفيسبوك:
تكرار قصف الطائرات المسيرة المغربية القادمة من خلف الجدار العازل بالصحراء الغربية لمدنيين موريتانيين عزّل على أراضٍ صحراوية أمر يقتضي التنبيه إلى أنه من الصعب لجم الساكنة في جانبي خط الحدود الموريتانية الصحراوية وإلزامها بحدود لا توجد لها معالم ولا إشارات تحددها، وقد ظلت بالنسبة لهم مجرد خطوط وهمية تفصل الأخ عن أخيه، وبين مجموعات بدوية متداخلة ديدنها الترحال المستمر وقد زادتها فيه ظروف الحرب والتشريد، وعلى أراض تعتبر دوليا تحت إدارة المينيرسو وصحراويًا مناطق صحراوية محررة، وليس بها أي تواجد مغربي يمكن أن يشكل عليه وجود مدنيين موريتانيين خطرا من أي نوع، رغم ذلك فإننا إذ نترحم ونتألم لأرواح أزهقت دون ذنب، لا نشجع المدنيين الموريتانيين على الدخول مطلقا إلى المنطقة مهما كانت دوافعهم، بل وندعوهم إلى التوقف واحترام خط الحدود الموريتانية الصحراوية واعتبار أي عبور له هو عبور إلى منطقة شديدة الخطر، لكننا مع ذلك نستغرب كون هذه الطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين الموريتانيين دون إنذار ولا رحمة، بينما لا تسمع لها ركزًا في مواجهة قواعد جبهة البوليساريو ووحداتها المقاتلة والمنتشرة في طول المنطقة وعرضها من زوگ، الدوگج، آگوينيت، ميجك، گلتة الزمور، آمگاله، مهيرس، تفاريتي، بير لحلو وحتى على الأراضي الجزائرية وانطلاقا منها، والتي تقوم بعمليات عسكرية نوعية وشبه يومية على طول الجدار كبدت الجيش المغربي بالصحراء الغربية خسائر كبيرة في جلها.
ومع أننا ندرك قدرة الجيش المغربي لوجستيًا على التمييز بين الأهداف المدنية وتلك العسكرية، لذلك فحين يستخدم القوة ضد مدنيين مسالمين فإن عليه تبرير ذلك في بياناته وتقديم دوافعه وأسبابه علنا وأقل القليل من اعتذاراته التي لن تعيد ميتا ولن تواسي جريحا، خاصة إذا ما تعلق الأمر بعمليات متكررة أوشكت أن تصبح سلوكا اعتياديا للقوات المغربية المتواجدة بالصحراء الغربية.
أخيرًا فإن استرخاص الدم الموريتاني أمر لا يجوز لنا السكوت عليه، وبلادنا قادرة وبكل الطرق على حماية أبنائها، وإراقةُ الدماء لن تكون الطريقة المثلى لفرض سياسات الأمر الواقع.

وفي سياق متصل، طالب الباحث والخبير الإستراتيجي إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا الحكومة الموريتانية بإتخاذ إجراءات لمنع تكرار عمليات الإغتيال في حق مدنيين ابرياء، مستهجنا الصمت المتواصل .

من جهته، استغرب المدون والناشط الموريتاني المعروف الطالب عبد الودود صمت النخبة الإعلامية والسياسية الموريتانية تجاه جرائم الإحتلال المغربي في حق بني جلدتهم، وشجب التبريرات الواهية التي تقدمها فصائل وشخصيات من الطبقة السياسية والإعلامية الموريتانية المقربة من الإحتلال المغربي، والتي تكرر تبريرات متعلقة ب”دخول الضحايا مناطق حدودية” أو “ولوجهم أراضي تشهد حرب”!.

كما عبر الناشط الموريتاني، محمد لوديعة، عن أسفه لما اسماه إسترخاص الدماء الموريتانية من قبل جيش الإحتلال المغربي، وقال “هانت دماء مواطنينا على النظام الذي يأخذ شرعيته من حمايتهم فباتت أخبار قتلهم بالطائرات المسيرة خبرا عاديا لايستدعي حتى الإعلان الفارغ من أي معنى عن القيام بتحقيق “، “من يهن يسهل الهوان عليه”.
وأكمل بقوله، “كامل الإدانة للصمت الحكومي المخجل عن قتل مواطنينا في مناطق التنقيب”

(جريدة الصحراء الحرة)01/10