الأخبار

الرباط وعقدة الاستحقاقات الإفريقية(بقلم:عالي احبابي)



قد لا يحتاج المتابع للشأن الإفريقي إلى جهد كبير لإثبات أن الدولة الصحراوية تعززت مكانتها بشكل بات يغلق الرباط التي تبخرت رهاناتها على نار استقبال رئيس الجمهورية بتونس إبان القمة الإفريقية اليابانية ، وتفحمت على الاستقبال المتميز للرئيس الصحراوي بكينيا أثناء تنصيب الرئيس المنتخب وليام روتو ، ليدرك الجميع أن الدولة الصحراوية أحدثت تغييرات في المواقف الدولية خاصة بعد استئناف الحرب من جديد، وتلك معطيات نتاج صمود الشعب الصحراوي ، وشرط من شروط ربح المعركة، ومقوم أساس من الأعمدة التي أفضت إلى تغير المعادلات الدولية ، وأبطلت مفعول صفقات الالتفاف على حق شعبنا في استكمال سيادته على ترابه الوطني ، ولم يعد بالإمكان القبول بالروايات والادعاءات الكاذبة التي ظل يقدمها الاحتلال المغربي ضمن نسق هالة مغالطات قنصليات الأكشاك التي يروج لها كفتوحات دبلوماسية ، بينما ظلت في حقيقتها مجرد أضاليل تباع في سوق المزايدات .
نعم ونحن نتابع حضور الرئيس الصحراوي لتنصيب الرئيس الكيني المنتخب وسط نظرائه من دول العالم ، نقرأ أن تفرد الجبهة الشعبية بالريادة وانتزاع تمثيل الصحراويين ، استطاعت من خلاله فرض مكانة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كفاعل بمؤثرات احترام حدود الدول والحفاظ على انسجامها ، ففي الاستقبال الشعبي والرسمي للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بكينيا نقرأ أن العربدة المغربية الجديدة مجرد محاولات جاءت لترسيخ جملة من المغالطات التي تحاول الرباط بفجورها السياسي والإعلامي التأثيث لها ، وسعت من خلالها كي يتحول الاتحاد الإفريقي بحجمه المتنامي إلى مجرد مناكفات عائمة على سطح مقاربات المتربصين بمستقبل قارتنا العتيدة .
ان النرفزة المغربية وحساسيتها المفرطة من حضور ومكانة الدولة الصحراوية تطرح عناوين متعددة ،وإشارات لحرب قادمة نزالها القارة السمراء ، حيث كان الاحتلال المغربي وسيبقى عدوا أساسيا وحالة استعمارية قائمة على الأرض، كما هي موجودة في تلوين مجريات الأحداث والتطورات وأجندات العدوان على وحدة وتماسك الاتحاد الإفريقي .‏
لقد سقطت الأوهام المغربية عندما تربع رئيس الجمهورية الصحراوية بين نظرائه من دول العالم بالعصمة الكينية نيروبي ، فترجمت كينيا كبلد مضيف عمق الحقيقة وصلابة المواقف الداعمة لحق شعبنا في تكريس حقيقة دولته المستقلة ، بدءا من مراسيم الاستقبال ، مرورا باللقاءات ، وصولا إلى الوداع ، لتعيش الدبلوماسية المغربية تحت صدمة، وفي حالة من الحنق والغيظ والقهر السياسي نتيجة العجز والفشل في النيل من مكانة الدولة الصحراوية كحقيقة لا رجعة فيها وكامل استقرار وتوازن في المنطقة .

بقلم عالي أحبابي