فرنسا الإستعمار القديم تبيع الوهم للإحتلال الجديد(بقلم: محمد السالك)
لم نتفاجأ إطلاقا، بنوايا فرنسا التي ما تزال تحمل الحقد منذ القدم للشعب الصحراوي على خلفية الهزائم التي منيت بها حامياتها و “أصنكها” على يد المقاومة الصحراوية في الساقية الحمراء و واد الذهب، بحيث ما تزال قبور الجيف الفرنسية قائمة كشواهد تاريخية في مناطق (أكليب اخشاش والمطلاني) الصحراوية.
حيث اطلت علينا عرابة النظام المغربي المحتل، فرنسا بنية مبيتة و صريحة تشرعن من خلالها واقع الاحتلال في الصحراء الغربية عبر تأييد مقترح الحكم الذاتي الذي يروج له المغرب منذ سنوات كحل مرفوض و غير واقعي للقضية الصحراوية.
فرنسا و عبر قنواتها الرسمية كانت قد أخطرت وزارة الخارجية الجزائرية عبر برقية سرية و محتشمة جدا عن نيتها تأييد مقترح الحكم الذاتي للأراضي الصحراوية تحت السيادة المغربية و هو الأمر الذي ترفضه جبهة البوليساريو و نددت به الدولة الجزائرية التي إعتبرته قفزا غير مشروع على حقوق الشعب الصحراوي في الحرية و تقرير المصير في بيان وزارة خارجيتها.
ظلت فرنسا تستخدم يد الفيتو كلما دخل النظام المغربي في مأزق أممي في قضية الصحراء الغربية داخل أروقة الأمم المتحدة و هي اليد التي ما تزال تقطر من دماء الأبرياء في إفريقيا خلال السنوات السود للاستعمار الفرنسي في القارة السمراء.
فماكرون الذي يرى أنه لم يعد له مكانا سياسيا مستقر في قصر الايليزيه، يبحث عن مصدر رزق مستدام شأنه شأن سانتشيز من خلال الضرع المغربي السخي الذي دأب السياسيون الاربيون و حتى الغربيون اللجوء إليه في نهاية عهدهم في سدة الحكم عبر بيع الاوهام للنظام المغربي مقابل قطع ارضية و صكوك و امتيازات سخية في المملكة المغربية.
فلا الدكاكين المغربية في الصحراء الغربية المحتلة و لا الاعترافات الفاقدة للشرعية بتشريع الاحتلال و لا الابواغ المغربية المغردة في الضلال و السراب و لا اموال الامارات و لا النفوذ الاسرائيلي يمكن ان يقدم الاراضي الصحراوية على طبق من ذهب للنظام المغربي الجائر ما دام ان هناك قلب صحراوي ينبض و أم صحراوية تلد الأبطال و شيخ يدعو في العشي و الافجار و طفل يحمل علم صحراوي و مقاتل يده على الزناد.
ستظل القضية الصحراوية عصية على الإبتلاع بقوة و شرعية القانون الدولي و الاعراف الاممية كقضية تصفية إستعمار مسجلة في لوائح الامم المتحدة و بممثل حصري و وحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب.
لن يتم النيل من قضيتنا الوطنية ما دام هناك شعب يؤمن بشرعيتها و يدافع عنها بالغالي و النفيس و يقدم الشهداء كل يوم على مذبح حرية وطنه و إستقلاله.