التطبيع المغربي..من مهرجان “موازين” إلى خيانة غزّة
بقلم: البروفيسور عكنوش نور الصباح – خبير إستراتيجي جزائري
ماذا ننتظر من مخزن يحتفي بمهرجان موازين الموسيقي في وقت تتعرّض فيه غزّة لإبادة منهجية؟ من هنا نبدأ تحليل السّلوك المتصهين للكيان العلوي الذي تجاوز الدّور الوظيفي لدول التّطبيع وأصبح أكثر صهيونية من الصّهيونية بشكل أصيل بالنّسبة لمن يقرأ بنية وهويّة الدّولة المخزنية الحديثة التي نشأت في ظلّ صفقات مشبوهة منذ خمسينيات القرن الماضي بين الرّباط وباريس و”تل أبيب” وكانت دومًا في خدمة الاستعمار الجديد اقتصاديًا وفكريًا ونسقيًا.
ولا غرو أن يواصل المغرب هذه الوظيفة بتطبيعه الأمني والاستراتيجي والهوياتي مع “تل أبيب” لأنّها من صميم بنيته وعقيدته التي جعلت من يشرف على لجنة القدس يرقص في مهرجان موسيقي في وقت يموت ويجوع وبلاد فيه أبناء فلسطين في غزّة وهي قمّة اللامسؤولية واللاوعي من بلد غربت فيه شمس الرّجولة والشّهامة ولهذا سمي بالمغرب.
إنّ ما يقوم به هذا المغرب من خلال المشاركة المباشرة في قتل أطفال غزّة يعتبر سقوط أخلاقي وقيمي لمملكة بنيت على الخيانة والرّذيلة داخل العائلة الحاكمة وعلى تفقير وتجويع المغاربة فلا تتعجّب بما تفعله هذه العائلة بالشّعب الفلسطيني وهي التي دفعت الشّعب المغربي للدّعارة والمتاجرة في المخدّرات والانتحار وآخرها هروب مواطنو السعيدية نحو الحدود الجزائرية هربًا من الفقر والحرمان من “شعب عزيز” على الورق فقط، يرفض التّطبيع والخنوع والأمر الواقع بعد أن أصبح محتلًّا من طرف الكيان الصّهيوني الذي يهيمن على الوعي الجماعي والفضاء العمومي في المغرب بشكل عنيف لا يشرف المغربي البسيط الذي يحبّ فلسطين ويحلم بالشّهادة هناك لا بالموت مع الصّهاينة كما يحلم ملكه الحاكم بأمر أزولاي .