في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة جبهة البوليساريو تدين إرهاب الدولة الذي تمارسه دولة الاحتلال
(الشهيد الحافظ)، 20 نوفمبر 2023 (جريدة الصحراء الحرة) – بعث نهار أمس عضو الأمانة الوطنية ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، وجه فيها انتباهه وانتباه مجلس الأمن إلى الهجوم الجوي الأخير الذي شنته قوات دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين.
كما عبر ممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو للأمين العام عن إدانة جبهة البوليساريو الشديدة للهجوم الإجرامي الجديد على المدنيين الصحراويين، والذي يشكل مثالا واضحا على إرهاب الدولة الممنهج الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربية كجزء من حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الصحراوي، والتي اشتدت حدتها بعد انتهاك المغرب ونسفه لوقف إطلاق النار لعام 1991 في 13 نوفمبر 2020.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة التي توصلت وكالة الأنباء الصحراوية بنسخة منها:
السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة
الأمم المتحدة، نيويورك
نيويورك، 19 نوفمبر 2023
السيد الأمين العام،
بناء على تعليمات من سلطات بلدي، أود أن أوجه انتباهكم وانتباه مجلس الأمن إلى الهجوم الجوي الأخير الذي شنته قوات دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين.
في 17 نوفمبر 2023، شنت دولة الاحتلال المغربية، باستخدام طائرات بدون طيار، غارات جوية على مجموعة من المدنيين الصحراويين بمنطقة زكولة في الأراضي الصحراوية المحررة مما تسبب في إصابة ثلاثة مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة تم إجلاؤهم من قبل السلطات الصحراوية لتلقي العلاج. كما أصيبت سيارتان مدنيتان في الهجوم. وقد قام اليوم أعضاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) بزيارة موقع الهجوم.
تدين جبهة البوليساريو بشدة هذا الهجوم الإجرامي الجديد على المدنيين الصحراويين، والذي يشكل مثالا واضحا على إرهاب الدولة الممنهج الذي تمارسه دولة الاحتلال المغربية كجزء من حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الصحراوي، والتي اشتدت حدتها بعد انتهاك المغرب ونسفه لوقف إطلاق النار لعام 1991 في 13 نوفمبر 2020.
منذ اليوم الأول لاحتلالها العسكري غير الشرعي للصحراء الغربية في أواخر عام 1975، استخدمت دولة الاحتلال المغربية أبشع أساليب القتل الجماعي، حيث دفنت الناس أحياء وألقتهم من طائرات الهليكوبتر بالإضافة إلى قصفها الموثق للمدنيين بأسلحة محظورة دولياً بما في ذلك ذخائر النابالم والفوسفور الأبيض.
وتنتهج سلطات الاحتلال المغربية أيضا سياسة الأرض المحروقة على نطاق واسع، التي تشمل تدمير منازل الصحراويين وسبل عيشهم وتدمير ممتلكاتهم وقتل مواشيهم بهدف معلن هو اقتلاعهم من ديارهم وأراضيهم وتوطين المزيد من المستوطنين المغاربة في الإقليم كجزء من خطط الاستيطان الاستعمارية.
في الرسالة (S/2023/794) الموجهة إليكم في 16 أكتوبر 2023 من السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والأمين العام لجبهة البوليساريو، والتي عُمِمت بوصفها وثيقة من وثائق مجلس الأمن، حذرت جبهة البوليساريو مرة أخرى من أن قوات الاحتلال المغربية تواصل استخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيرة، لقتل عشرات المدنيين الصحراويين بقسوة، بل أيضا لقتل المدنيين من البلدان المجاورة أثناء عبورهم الأراضي الصحراوية المحررة.
وكما هو الحال في تقاريره المتعلقة بالوضع في الصحراء الغربية منذ عام 2021، أورد الأمين العام في تقريره الأخير (S/2023/729) المؤرخ 3 أكتوبر 2023 عدة غارات جوية شنتها قوات دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين وغيرهم من دول الجوار. وبالتالي فإن الغارة الجوية المغربية الأخيرة في زكولة هي جزء من نمط متكرر من الأعمال الإجرامية التي تنفذها دولة الاحتلال المغربية وترمي إلى استهداف وترهيب وقتل المدنيين الصحراويين عمداً.
وتؤكد جبهة البوليساريو مرة أخرى أن الاستهداف المتعمد للمدنيين والأعيان المدنية يشكل جريمة حرب وفقا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وانتهاكا لقواعد القانون الإنساني الدولي المعمول بها في النزاعات المسلحة الدولية. وعلى الأمم المتحدة محاسبة دولة الاحتلال المغربية على جرائم الحرب المستمرة التي ترتكبها في الصحراء الغربية واستخدامها غير القانوني للأسلحة الفتاكة المتطورة ضد المدنيين الصحراويين وغيرهم.
وكما أكدنا في عدة مناسبات، ما كانت دولة الاحتلال المغربية لتجرؤ على التمادي في ممارساتها الإجرامية والاستمرار في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في الصحراء الغربية المحتلة لولا صمت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره وتقاعسهما.
إننا ندعوكم من جديد وبإلحاح، السيد الأمين العام، إلى تفعيل المسؤولية القانونية والأخلاقية للأمم المتحدة تجاه الشعب الصحراوي وخاصة المدنيين الصحراويين في الصحراء الغربية المحتلة. ويستلزم ذلك إنشاء آلية مستقلة ودائمة تابعة للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان والتقرير عنها في الإقليم الذي تواصل فيه بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) العمل دون أي قدرة على مراقبة حقوق الإنسان.
وفي الختام، وكما حذرنا مراراً وتكراراً، فإن استمرار دولة الاحتلال المغربية في حربها العدوانية، فضلا عن جرائمها البشعة وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان ضد المدنيين الصحراويين، بلا حسيب ولا رقيب، يقوض بشكل خطير آفاق عملية الأمم المتحدة للسلام المتعطلة أصلاً ويؤجج التوترات التي يمكن أن تزيد من تهديد السلم والأمن في المنطقة بأسرها.
وأرجو ممتنا إطلاع أعضاء مجلس الأمن على هذه الرسالة.
وتفضلوا، السيد الأمين العام، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.
الدكتور سيدي محمد عمار
سفير، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو.(واص)