الأخبارمقالات

الشباب وتحديات المرحلة (بقلم: بلا زيني المحجوب)


إن المرحلة التي نعيشها اللحظة ، تعد مرحلة محورية نظرا لما يميزها من دقة نضالنا الجسور ضد محتل غاشم ، شرد الشعب ونكل بأبنائه ، نهب الثروات وعاث في الأرض فسادا ، مرحلة ألا عودة وألا تنازل تسيدت فيها الارادة الصحراوية إما أن نكون أو لا نكون ، و مما لا شك فيه أن الشباب هو روح هذه المرحلة ، فبه تكتمل صور النصر ، وبتقاعسه تنكس راية الشهداء – أجارنا الله منها -مرحلة .
الحديث عن دور الشباب الصحراوي في حسم معطيات هذه المرحلة ، يقودنا الى استحضار تلك الآمال المعلقة على القوة الحية من خلال محركات رئيسة بمراتب أربعة هي :
المرتبة الأولى : “حماة الوطن” و هذه الفئة هي أعلى مراتب النضال ، نضال لا تشوبه شائبة ، كيف لا والمقاتل يضحي بنفسه وماله ووقته تاركا وراءه كل ملذات الدنيا في سبيل الله من أجل أن يتحرر الوطن من مغتصبيه ، وهذه الفئة هي الأقل تنظيرا ، و الأكثر إحرازاً لنتائج النصر، ورب فعل أفضل من ألف قول ، فجزاهم الله عنا خير الجزاء و نصرهم ورحم من أرتقى منهم في ميدان الشرف ، بل هي فيئة الريادة النضالية التي حباها الله برفع لواء النخوة والايباء .
المرتبة الثانية : يدخل فيها كل من يناضل من غير حمل السلاح وهؤلاء ينقسمون بدورهم إلى : – الشباب المناضل في المناطق المحتلة ، بالرغم مما يعانيه من تضييق وقمع وتشريد ، فضلا عن العاملين في شتى المؤسسات الوطنية من نخبة تستشعر حجم الواجب الوطني ، بما في ذلك شبابنا في المهجر .
المرتبة الثالثة : الشباب الصحراوي الذي يعمل بالقطاع الخاص من تجار وحرفيين ، بدو ، رحل ، وهؤلاء تميل بهم انشغالات عديدة ، لكنهم مرتبطون بوطنهم ارتباطا وثيقا ، مما يحفز فيهم عزة تجديد العهد مع الشهداء ، وشحذ تلبية نداء الوطن .
المرتبة الرابعة: ” المدمرون” وهذه الفيئة قليلة ولله الحمد منها خونة باعوا ضمائرهم بثمن بخس ، وارتموا في احضان المخدرات والاقراص المهلوسة فصاروا جزءا من الهامش مارقين عن القانون ، أقلام سوء ، وبعضهم يروج لأديولوجيات تمس بالوحدة الوطنية أو الهوية الإسلامية و هؤلاء يصدق عليهم قول الشاعر :
متى يبلغ البنيان يوما تمامه … إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.

وبناء على ما سبق اعلم أيها الشاب أن النصر آت لا محالة – إن شاء الله – بك أو بدونك ، و أن التاريخ لا يخلد إلا من يقدمون تضحيات من أجل النصر ، ممن قال فيهم “الولي مصطفى السيد” : {إذا أرادت القدرة الخلود للإنسان سخرته لخدمة الجماهير }، فأختر لنفسك ما يسمو بها ، وفاء للشهداء واخلاصا لقسمهم الغليظ ، وكن على يقين أن الرجال خلقوا للمتاعب ، فاجعل من الواجب الوطني راحة للوطن .