الأخبار

الأمم المتحدة على المحك:متى يطرد الصحراويون بعثة المينورسو؟


ما حدث، لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في قبرص التركية، يفرض علينا كصحراويين إعادة النظر في التعامل مع هذا النوع من البعثات الدولية التي تخدم مصالح الغرب الإمبريالي فقط.
و بما اننا نطالب (أو من الضروري) أن نضع قضية الصحراء الغربية ضمن سياق التطورات الميدانية الجيوسياسية و الجيواستراتيجية التي يشهدها العالم، و أن لا ندرس مستقبلها بعيدا عن ما يحدث في محيطها الجغرافي أو في باقي مناطق النزاع… فإن ما حدث اليوم لبعثة حفظ السلام في قبرص التركية من قبل القبارصة الأتراك الموالين لتركيا بعدما حاولت البعثة الأممية عرقلة تشييد و تعبيد طريق يربط بين قرى قبرصية و يمر عبر ما يسمى المنطقة العازلة بين قبرص اليونانية و قبرص التركية، يؤكد لنا بالملموس كصحراويين إزدواجية المعايير و نفاق الأمم المتحدة في التعاطي مع النزاعات ذات الصبغة الأممية. و هنا نطرح التساؤل حول دور بعثة المينورسو في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية عندما قرر نظام الإحتلال المغربي تجاوز الحدود الجغرافية المتفق عليها في إتفاق وقف إطلاق النار.. لماذا لم تتدخل بعثة المينورسو كما فعلت في قبرص، و تضع المتاريس الإسمنتية و السياج الشائك لمنع قوات الإحتلال المغربي من التقدم في بناء و تعبيد الطريق الذي يمر من منطقة عازلة وضعها القانوني كوضع أي منطقة عازلة في العالم؟
و حتى أضعكم في الصورة كاملة فقد كان تدخل بعثة السلام هذه، لعرقلة تقدم القبارصة الأتراك في تعبيد طريق “إنساني”، بحجة أنه “أمر غير مصرح به” بمعنى أنه كان لزاما على السلطات القبرصية التركية إشعار البعثة الأممية بطبيعة المشروع و تنتظر الموافقة. لأن التصريح عموما يأتي بعد طلب إذن.
من هنا يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن بعثة المينورسو قد تلقت طلب إذن مسبق من سلطات الإحتلال المغربي و تمت الموافقة عليه دون إشعار الطرف المعنى بالنزاع و المتمثل في جبهة البوليساريو.
و أضيف لكم من الشعر بيتا، قد لا يعلم الكثير منا أن منصب الأمين المساعد المكلف ببعثات السلام في العالم، هو منصب فرنسي بإمتياز دون منازع، رغم أن الصين هي ثاني ممول للأمم المتحدة و من حقها أن تحتكر المنصب. و بالتالي فدور بعثة المينورسو في الصحراء الغربية لا يعدو كونه دورا لتكريس الإحتلال و إطالة أمد الصراع.. فهل حان الدور علينا كصحراويين أن نقول للأمم المتحدة: كفى.
ثلاثة عقود ونصف من الزمن خدمت الإحتلال فقط… و نحن ها هنا ننتظر.