ما وراء المشاركة الصهيونية في مناورة “الأسد الافريقي 2023″…(بقلم: عالي محمدلمين)
ما وراء المشاركة الصهيونية في مناورة “الأسد الافريقي 2023″…
أعلن جيش الكيان الصهيوني عن مشاركته في التمرين العسكري المسمى “الأسد الإفريقي 2023″، فما هي دوافع هذه المشاركة؟.
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا نقله الموقع الإلكتروني لقناة الحرة الأمريكية الناطقة بالعربية، وأورد فيه أن “12 عنصرا من وحدة النخبة التابعة للواء غولاني” غادروا الأحد الماضي 04 يونيو الجاري الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى المغرب للمشاركة لأول مرة في المناورات العسكرية المسماة “الأسد الإفريقي 2023″، والتي ستقام في مرحلتها الثانية في سبعة مناطق من دولة الإحتلال المغربي خلال الفترة مابين 05 إلى 16 من الشهر الحالي بمشاركة 18 دولة وثمانية الاف جندي، وتحت إشراف القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”.
- الدوافع…
يبدو أن الدافع الرئيسي لرغبة المخزن المغربي في إشراك جيش العدو الإسرائيلي في تمرين “الأسد الافريقي 2023” يكمن في تعمد إستغلال الحظوة التي يحوزها الكيان العبري وسط الدوائر السياسية الغربية لتمرير مصالح الرباط، إضافة لكونها محاولة من المحتل المغربي لإستكمال الجهود المتواصلة طيلة السنوات الأخيرة والساعية لإختلاق شرعية مصطنعة لإحتلاله أجزاءا من الصحراء الغربية، بالإبتزاز والتهديد تارة والخديعة والمكر وتقديم الخدمات للصهاينة والغرب تارات أخرى، كما تعمل الرباط على محاولة الترجمة العملية لصفقة دونالد ترامب حول “السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية”!، تلك السيادة المزيفة التي جاءت مقابل رفع مستوى التطبيع من سري إلى علني بين الاحتلالين المغربي والإسرائيلي، لكن الصفقة بقية ترجمتها العملية دون توقعات المخزن الإستدماري وهو ما أصابه بالإستياء والضجر، فعمد لتعويض ذلك بتكثيف إستخدامه لأدواته وأساليبه الغير شرعية والتي يتقنها جيدا كالتجسس عبر البرامج الإسرائيلية(بيغاسوس…) وإبتزاز أوروبا بملفات الهجرة والإرهاب والمخدرات…، وما سرع اكثر وكثف من الخطوات الإستفزازية المغربية تجاه المجتمع الدولي، هو تجميد إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن للمقتضيات الجوهرية لتغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في حين تم الإبقاء على شكلها “البرتوكولي”! فقط، كما تحفظت عليه أغلب الدول ذات التأثير والعلاقة بالنزاع ورفضت أخرى الإنصياع للضغوط المغربية.
أهداف المشاركة الصهيونية في مناورة “الأسد الإفريقي 2023″…
1- مغربيا..
- عبر اللوبي الصهيوني المتنفذ، يرغب المخزن في إنتزاع شرعية مصطنعة ومزيفة من الدول الغربية التي رفضت حتى الآن قبول الرؤية المغربية التوسعية للحل في الصحراء الغربية، رغم مرور أكثر من عامين على تغريدة دونالد ترامب حول “السيادة”! المزعومة.
- رغبة مغربية جامحة للزج بالكيان الصهيوني في أتون الصراع الإقليمي المحتدم مع الجزائر.
- تكثيف التعاون بين أجهزة المخابرات المغربية والصهيونية لمواجهة جبهة البوليساريو في الصعد الدبلوماسية والعسكرية والأمنية.
- نقل الخبرات العسكرية بين جيشي الإحتلالين الصهيوني والمغربي لإستخدامها في مواجهة الجيش الصحراوي.
2- صهيونيا…
- تدخل المشاركة الإسرائيلية ضمن جهود مضنية من هذه الأخيرة لإختراق البنية الأمنية والسياسية والإجتماعية لمزيد من الدول العربية والإسلامية.
- الإقتراب أكثر من الحدود الغربية الجزائرية، وإيجاد بنية تحتية عسكرية وقواعد ثابتة وأخرى متنقلة خاصة ضمن الأراضي المغربية الشرقية المحاذية للجزائر.
- إحباط أي محاولات لعزل الكيان إقليميا أو دوليا، خاصة مع المطالبات المتصاعدة لمقاطعة الإحتلال الإسرئيلي الغاصب ونبذه.
- لتوسيع دائرة الحلفاء، يسعي الكيان العبري إلى التطبيع مع دول عربية وإسلامية غير مرتبطة بعلاقات معلنة معه، وتشكل المناورة بوابة لذلك الغرض.
فشل مغربي في إستجداء إعتراف أمريكي ملموس..
وموازة مع لغط التمرين العسكري، وفي ضربة موجعة للاحتلال المغربي ومساعيه التوسعية وإفتراءاته الإعلامية، ذكرت صحيفة الباييس يوم أمس الخميس 08 يونيو الجاري، أن “الولايات الأمريكية المتحدة رفضت أن تجري جانبا من تمرين الأسد الإفريقي 2023 في الأراضي الصحراوية المحتلة”.
وهو ما سيجبر الرباط ووسائطها الإعلامية مرة أخرى على إجترار نفس الأكاذيب الزائفة التي أستخدمت في النسخة الماضية من التمرين، والإدعاء أن مناورات “الأسد الإفريقي 2023” سيجري جزء منها في الأراضي الصحراوية المحتلة، وهو زعم مكذوب، يستغل لتجييش العواطف الشعبوية، ويمرر بفعل جهل الشعب المغربي بالحيثيات الجغرافية والسياسية للملف الصحراوي، وتكمن المغالطة في خدعة المنطقة “الإدارية للمحبس”، حيث لا يعلم الكثيرون أن المخزن المغربي قام بتوسيع المنطقة المذكورة لتشمل أراضي من الصحراء الغربية وأخرى من جنوب المغرب – أي خارج الحيز الجغرافي للأراضي الصحراوية المعترف بها دوليا – هذه المنطقة المغربية الخالصة يحتمل أن تكون مسرحا لجزء من التمرين العسكري “الأسد الافريقي 2023”.
لا ينفك الاحتلال المغربي يتأمر ويبذل الجهود السرية والعلنية ويستعمل كل الأدوات والسبل ويستغل كل الظروف والمتغيرات للتأثير على الوضعية التاريخية والسياسية والقانونية للنزاع في الصحراء الغربية، ورغم كل الأساليب الماكرة والأموال الطائلة والحلفاء النافذين بقية وستبقى – بإذن الله – القضية الصحراوية بعيدة على التمييع والتأويل الإستدماري لخلفياتها وأسبابها وتفصيلاتها، وبقدر ذلك فهي عصية على القضم بحلول توسعية فاقدة للشرعية والقبول، حتى لو تدخل المارد الصهيوني الغاصب.
عالي محمدلمين
عالي محمدلمين