الأخبار

جيش التحرير الشعبي الصحراوي .. الضمير المتصل بالاستقلال(بقلم: عالي أحبابي)

جيش التحرير الشعبي الصحراوي .. الضمير المتصل بالاستقلال
بقلم عالي احبابي
منذ نشأته عام 1973 كتب جيش التحرير الشعبي الصحراوي تاريخه الوطني بمداد الشهداء وبطولات الجرحى وهمم الأبطال ، وأطر لأن يظل تاريخه حافلا بصفحات النضال المشرف ، ومعارك البطولة والرجولة التي خاضها دفاعا عن كرامة الوطن فكان ولا يزال معقد رجاء كل الصحراويين ، والقلعة القوية الصامدة في وجه مؤامرات ودسائس المتطاولين على قدسية وكرامة شعبنا في الحرية والاستقلال .
في ذكرى الشهداء ، وعلى ضفاف تكريم عائلاتهم ، ووسط حضور رفاقهم في الدرب ، يتيه الإنسان فخرا بما قام به مقاتلو جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، وينحني إعجابا أمام بطولاتهم، خلال معارك قوية وملاحم نصر فاقت توقعات الأعداء وداعمي أطماعهم التوسعية كتبها جيشنا المغوار في سجل التاريخ الوطني .
في الحدث نستحضر وبكل عرفان وتقدير الأسطر الأولى لاندلاع الكفاح المسلح وهي تمجد قيم الوفاء وتنير طالع وتطورات وتحديات الحرب في الصحراء الغربية وعلى مختلف الصعد ، ففي ذكرى اليوم الوطني لجيش التحرير الشعبي الصحراوي ، وفي تناغمها مع يوم الشهداء يمسك المقاتلون بنادقهم وأصابعهم على الزناد ، وعيونهم على تطهير كامل ترابنا الوطني ، عبر انتاج عبقرية استطاعت التأقلم سريعا مع ظروف المعركة الحالية التي يخوضها جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد قوات الاحتلال المغربي ، مثلما تمكنت وحداته القتالية من أخذ زمام المبادرة في أكثر من منطقة وتحقيق انتصارات خاطفة وسريعة .
استحضارا للتاريخ لم نسمع أن جيشا في هذا العالم خاض مثل هذا الكم الهائل من المعارك المتنوعة، سواء كان هذا التنوع لجهة الطبيعة الجغرافية أو لجهة الأسلوب والشكل أو لجهة الطريقة التي تدار بها المعارك، أو لجهة اجتماع عدة معارك مختلفة في الشكل والمضمون والمستوى على جبهة واحدة، انطلاقا من أن معظم جيوش العالم تحاكي في خططها العسكرية الموضوعة والمرسومة الطبيعة والظروف الجيوسياسية التي نشأ على أساسها جيش ذلك البلد.
في ظلال الحدث تشخص أمامنا الصور التي ترجمتها استعراضات عسكرية لنماذج من وحدات جيشنا الباسل ، تؤكد أنه وبأدائه المتماسك وجاهزيته العالية وإصراره على انتزاع النصر ، تعيد أمجاد الانتصارات التي حققها رجالاته، وأن دماء شهدائه الطاهرة التي روت أرض الوطن لن تذهب سدى بل ستكتب قصة نصر جديدة وحكاية شعب يأبى الضيم ويرفض الهزيمة والتردد ، والردة السياسية والاخلاقية ، بل ينظر للمستقبل ببصيرة ترنو صوب مجد الشعب تحت لواء ممثله الشرعي والوحيد .
بقلم : عالي أحبابي